إعلان بانغي
Minister of Finance
السيد Hervé NDOBA
وزير المالية والميزانية في جمهورية أفريقيا الوسطى

أهلاً وسهلاً

السادة المحافظين الأفارقة لدى صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي

أعضاء الوفود الكرام، السيدات والسادة،

نيابة عن جمهورية إفريقيا الوسطى، أتقدم إليكم جميعا بأسمى آيات الترحيب، وآمل أن تعتبروا أنفسكم في "بلدكم" هنا في مدينة بانغي الجميلة، "الساحرة"، في قلب قارتنا، حيث نعقد اجتماعات المجموعة الإفريقية لعام 2025.

ونيابة عن فخامة الرئيس البروفيسور فوستان أرشانج تواديرا، رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى ورئيس الدولة، وعن سكان جمهورية إفريقيا الوسطى كافة، فإنه من دواعي سروري أن أعرب لكم عن سعادتنا برؤية بلدنا، جمهورية إفريقيا الوسطى، يستضيف اجتماعات المجموعة الإفريقية لعام 2025. وبعيدا عن العبارات المتكررة والأقوال التي لا توفي بلدنا حقه في الآونة الأخيرة، فإنني أدعوكم إلى اكتشاف تاريخنا وثراء تراثنا الطبيعي والثقافي، وأيضا الجهود التي تبذلها الحكومة لتعزيز قدرة بلدنا على الصمود والذي يتعافى تدريجيا بعد ثلاثة عقود من عدم الاستقرار والصراع والعنف.

إن السياق الذي ستعقد فيه هذه الاجتماعات غير عادي، نظرا للصدمات الخارجية التي نتعرض لها، تلك الصدمات الأمنية والمناخية، واستمرار التوترات الجغرافية-السياسية وعدم اليقين العالمي الذي يكتنف أوضاع الاقتصاد الكلي، وتراجع التعاون متعدد الأطراف وما له من تداعيات مباشرة تتمثل في انخفاض حاد في المساعدة الإنمائية الرسمية، ونقص السيولة الذي يتفاقم بسبب تكاليف الائتمان والارتفاع الشديد في مستويات الدين في كثير من البلدان، من بينها بعض الاقتصادات الأكثر تقدما.

على الرغم من هذا، يجب علينا أن نستفيد من زخم إصلاح مؤسستي بريتون وودز، اللتين يتعين عليهما، بعد ثمانين عاما من تأسيسهما، أن تعاملا البلدان الإفريقية بشكل أكثر عدالة؛ وإصلاح البنيان المالي العالمي؛ واغتنام الفرصة لإعلاء صوت قارتنا والتي سنحت لنا بفضل انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين.

وفي ظل هذه الظروف، يجب على المجموعة الإفريقية، التي تأسست في عام 1963 انطلاقا من روح منظمة الوحدة الإفريقية، أن تعمل كقوة دافعة لتقديم مقترحات ملموسة في صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي. ويجب عليها اتخاذ موقف موحد بشأن قضايا التنمية بالغة الأهمية لإفريقيا، وإظهار طموح مشترك لتعجيل وتيرة التنمية في بلداننا، ومن ثم تدعيم الرفاه لشعوبنا.

وموضوع اجتماع هذا العام، "البنية التحتية الصلبة ورأس المال البشري والثروة الخضراء: أدوات مهمة للنمو القوي الشامل للجميع والمستدام في إفريقيا"، يتيح لنا فرصة للمشاركة في حوار رفيع المستوى حول متطلبات الصعود الاقتصادي، وتحقيق أقصى استفادة من السياق الذي نعمل فيه، وتحويل التحديات التي تواجهنا إلى فرص.

وسيُمكِّنُنا أيضا من مناقشة قضايا مثل:

(1) الضرورة الملحة لتسريع الحصول على الطاقة التي تشتد حاجة اقتصاداتنا إليها، كجزء من تحول عادل ومنصف في مصادر الطاقة من أجل إفريقيا، و

(2) ضرورة الحد بشكل دائم من الطابع المغلق الذي تتسم به بلداننا داخليا وخارجيا، و

(3) كيفية تلبية الشروط المؤسسية الأساسية والخاصة بالبنية التحتية لإطلاق العنان لقدرات القطاع الخاص، و

(4) دمج الثروة الخضراء في إجمالي الناتج المحلي، للاستفادة من أدوات التمويل المبتكرة، والتصدي، في هذا السياق، لمشكلة الديون، و

(5) الفرص التي تتيحها الابتكارات التكنولوجية، بما فيها التحول الرقمي، في إطار الجهود المبذولة لتنشيط قطاعات مثل الموارد العامة والتعليم والصحة والشمول المالي، و

(6) تعزيز القدرات ودور مؤسساتنا التنموية متعددة الأطراف.

ويجب علينا كذلك الاستفادة من نقاط قوتنا - وحدتنا، وعزيمتنا، وذكاؤنا الجماعي، والتزامنا بتحقيق نمو قوي وشامل للجميع ومستدام من أجل قارتنا - لجعل اجتماع بانغي معلما تاريخيا في مسيرتنا العازمة على المُضي نحو مستقبل أفضل لشعوبنا ولأجيالنا القادمة.

مرة أخرى أرحب بكم، وأتمنى لكم رحلة ممتعة وإقامة طيبة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وخاصة في مدينة بانغي الخضراء، "الساحرة".


Ndjoni Gango -- Welcome -- Bem-vindo